قصيدة ‘ لا أحد ‘ ، بقلم : الشاعرة د. ميساء الصح
أعددتُ في وجهِ الشتاءِ حقائِبي .. أنوي ارتحالَ العمرِ قبلَ أوانِ قطفي للأبَدْ .. والتينِ والزيتونِ لستُ أبا رغالِ وعلقميًّا قُدوتي .. كَيما أبيعَ روايَتي وهُوِيَّتي بدراهِمٍ
أو كي أصافِحَ في الذبولِ مواسمًا
أو كي أراوِدَ في النهارِ فراشةً مِسكينةً
فأنا أنا دمعٌ على وجَعِ الطريقِ مراهمي تَحيا الكَمَدْ
ما عادَ طعمُ اليومِ بعضَ سكاكرٍ
سقفُ المواجِعِ والظلالِ حطامةٌ مِن منزلي
صورٌ لما بعدَ انتهاءِ العمرِ تقصِفُ خاطري تُرثي الجسدْ
أحرقتُ كلَّ دفاتري حتى أُأثِّثَ للقصيدَةِ في التلاوَةِ مأتمًا
فيعيدُني حرفُ النداءِ تريَّثي!!
مُدّي يديكِ فحاجةٌ في قومِ عيسى ترتَجي
هاتي الرغيفَ وأسكبي في الصحنِ لقمةَ سائِلٍ حتّى نحقِّقَ للمريضِ شفاءَهُ
كيف الذي الحرمانُ أضنى عيشَهُ من بعدِ وِدِّكِ أن يَجِدْ؟!…
صُبحًا نفضتُ غُبارَ عتقِ مَحَطَّةٍ قطعَ الجمودُ قِطارَها
ويقالُ لي:
"من جدَّ في سهرِ الليالي طالبًا وجهَ العُلا فثمارُ محصولٍ يَجِدْ"…
إلا أنا، وأنا أنا ما زلتُ أجدُلُ للضفيرَةِ خيبَةً
وحديقَتي معقومةٌ والشوكُ يُمليها أسى
يختال بالبؤس احتسى
وطلاسمٌ وجهُ الزمانِ مُحَيِّرٌ
هذي مثوبَةُ من سَجدْ؟!!…
تفّاحَةٌ تَرمي براءَةَ آدمٍ
حِضنُ الأمومةِ لم يَعُدْ فرحَ الجياعِ للقمةٍ أو ضَمَّةٍ
والنيلُ ناداني اشتكى
جَفَّتْ مَدامِعُ لَهفَتي
نَشَفَتْ دُموعُ قَضِيَّتي
سرقوا مياهَ عُروبتي
والضادُ أمستْ للغريبِ رهينَةً
في بيتها كالضيفِ طَلَّتْ تستحي
وجه الحياء سميرها
أبَتِ النهايَةُ أن تُرافِقَ مِحنَتي
مِن بعدِ ليلٍ في الضحايا طافِحٌ
صُبحًا قرأتُ روايةً عنوانُها ״ازدادَ العدَدْ"…
هذا هوَ القيدُ المتينُ يُعيقُني وسلاسلٌ بذراعِ يوسفَ والزويرا قِسمتي
أشهرتُ قصدًا كلَّ أسئلَتي وأسلِحَتي فيرجعُ رُمحُ قتلٍ في الفؤادِ يُصيبُني
وتناقضٌ يروي خطوطَ حكايَتي
ما بينَ جزرٍ في البحارِ يضيعُ مدّي يُنتسى
وأنا أنا عشتارُ في اليونانِ مالَتْ سحرُها جلبَ الحَسَدْ …
أو (مارچريتُ) من الحديدِ أنوثَتي
وأنا أنا قلبُ النبيَّةِ
لي دعاءٌ لا يُرَدْ
أو زوجةٌ لنبيِّ رَبّي كانَ نوحٌ قد أواني بالسفينَةِ والحمامةُ بُكرَةً أرسلتُها، آتَتْ بغصنِ السلمِ يُفرِحُ لا بطوفانِ الزبدْ
وأنا أنا قارورةٌ شَفّافَةٌ بالكادِ إنّي لا أحَدْ!!….
*مارچريت تاتشر أوّل امرأة تتولّى رئاسة المملكة المتّحدة، وقد لازمها لقب المرأة الحديديّة، وهي من أكثر الشخصيّات المؤثّرة في الولايات المتّحدة
من هنا وهناك
-
‘ ننتظر زخّاتك يا ربّ ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
قصة : الحق المسلوب لا بد أن يعود
-
قصيدة زجلية بعنوان ‘ إحترام المعلم ‘ - بقلم : أسماء طنوس
-
قصيدة ‘ يا المرأةُ الضوءُ ‘ - بقلم : فراس حج محمد
-
‘ جيران القمر ‘ - بقلم : أ.د. إبراهيم صبيح
-
مشاركتي في لقاء لمنتدى المتقاعدين في البعينة - بقلم : احمد الصح
-
‘ بناء البشر أهم من بناء الحجر ‘ - بقلم : د. غزال ابو ريا
-
زجل : الحقد يقتل السلام ، بقلم: الشاعرة اسماء طنوس من المكر
-
‘ حادثٌ عرَضيّ مؤسف ‘ - بقلم : فراس حج محمد
-
قصيدة درب المطر - للشاعرة د. ميساء الصح
أرسل خبرا